العلامات التجارية تعد أداة أساسية للشركات في المملكة العربية السعودية لتمييز منتجاتها وخدماتها، وتسهم في جذب واستقطاب العملاء.
وتعتبر العلامة التجارية أحد أهم أصول الشركات حيث تعكس هويتها وتميزها عن الشركات الأخرى. يقوم المنظم السعودي بوضع ضوابط لحماية العلامات التجارية وتنظيم استخدامها.
ولتسجيل العلامة التجارية في السعودية، يتعين على الشركات تقديم طلب للهيئة السعودية للملكية الفكرية واجتياز عدة مراحل، بما في ذلك البحث عن التضارب والنشر والاعتراضات. عدم تسجيل العلامة يعرضها للتعارض مع علامات أخرى وفقدان الحماية القانونية، مما يزيد من خطر الاستغلال والتقليد.
ماهية العلامة التجارية في المملكة العربية السعودية
العلامة التجارية هي كل ما يأخذ شكل مميز من أسماء أو كلمات أو إمضاءات أو حروف أو رموز أو أرقام أو عناوين أو أختام أو رسوم أو صور أو نقوش أو تغليف أو عناصر تصويرية أو أشكال أو لون أو مجموعات ألوان أو مزيج من ذلك أو أية إشارة أو مجموعة إشارات إذا كانت تستخدم أو يراد إستخدامها في تمييز سلع أو خدمات منشأة ما عن سلع أو خدمات المنشآت الأخرى أو للدلالة على تأدية خدمة من الخدمات، أو على إجراء المراقبة أو الفحص للسلع أو الخدمات، وكذلك يمكن إعتبار العلامة الخاصة بالصوت أو الرائحة علامة تجارية، وهذا التعريف هو ذات التعريف الذي نصت عليه المادة الثانية من نظام العلامات التجارية لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية.
هل كل رمز أو رسم أو صورة تعد علامة تجارية؟
الإجابة هي قطعا لا وسنوضح لكم ذلك على وجه التفصيل وفقاً لما يلي: -
حرص نظام العلامات التجارية على وضع قيود لاعتبار أي رسم أو صورة أو رمز علامة تجارية نظراً لوجود علامات تخل بالآداب العامة ولا يصح قيدها واعتبارها علامة تجارية ولذلك فقد نصت المادة الثالثة من نظام العلامات التجارية لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية على ما لا يمكن اعتباره علامة تجارية وهو كالتالي: -
أي تعبير أو رسم أو علامة تخل بالآداب العامة أو تخالف النظام العام علامة تجارية،
العلامات التجارية الخالية من أية صفة مميزة أو العلامات المكونة من بيانات والصور العادية للسلع.
الشعارات العامة والأعلام والشارات العسكرية والشرفية والأوسمة الوطنية والأجنبية والعملات المعدنية والورقية والرموز الخاصة بالدول أو المنظمات العربية والدولية،
البيانات الخاصة بدرجات الشرف أو الدرجات العلمية التي لا يثبت طالب التسجيل استحقاقه لها قانوناً.
رموز الهلال الأحمر أو الصليب الأحمر و العلامات المطابقة أو المشابهة للرموز ذات الصبغة الدينية و الأسماء والبيانات الجغرافية وأسماء الغير أو ألقابهم أو صورهم أو شعارتهم.
العلامات التي من شأنها أن تضلل الجمهور والعلامات المملوكة لأشخاص طبيعيين أو معنويين يكون التعامل معهم محظور.
العلامات التي تعتبر مجرد ترجمة لعلامة مشهورة أو لعلامة أخرى سبق تسجيلها إذا كان من شأن التسجيل إحداث لبس لدى المستهلكين.
أي علامة تجارية مطابقة أو مشابهة لعلامة سبق إيداعها أو تسجيلها من قبل عن ذات السلع أو الخدمات.
العلامات التي ينشأ عن تسجيلها بالنسبة لبعض السلع أو الخدمات الحط من قيمة السلع أو الخدمات التي تميزها العلامة السابقة.
العلامات التي تشمل لفظ أو عبارة إمتياز " ذو إمتياز "أو مسجل أو "رسم مسجل" أو حقوق الطبع وما يشبهها.
هل تسجيل العلامة التجارية يقتصر فقط على السعوديين ؟
الإجابة هي لا، ويستطيع الأجانب أيضاً تسجيل علامات تجارية داخل المملكة العربية السعودية وقد وضع النظام قيوداً على ذلك فقد حددت المادة الخامسة من نظام العلامات التجارية لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية الأشخاص والفئات المسموح لها داخل المملكة العربية السعودية بتسجيل علامتهم التجارية، وهم كالآتي:-
كل فرد أو منشأة تحمل جنسية أي من دول مجلس التعاون لدول الخليج العربي، سواء كان صاحب مصنع أو منتجاً أو تاجراً أو حرفياً أو صاحب مشروع خاص بالخدمات.
الأجانب الذين يقيمون في أي من دول المجلس ويكون مصرحاً لهم بمزاولة عمل من الأعمال التجارية أو الصناعية أو الحرفية أو الخدمية.
الأجانب المنتمون إلى دولة عضو في اتفاقية دولية متعددة الأطراف و تكون الدولة من دول المجلس وطرفا فيها.
المصالح العامة.
ما هي مخاطر عدم تسجيل العلامة التجارية في المملكة العربية السعودية ؟
إن عدم تسجيل العلامة التجارية في المملكة العربية السعودية يمكن أن يعرض مالك العلامة التجارية أو العلامة التجارية ذاتها لعدة مخاطر وهي كالآتي: -
عدم الحماية القانونية: العلامة التجارية غير المسجلة لا تتمتع بالحماية القانونية المخولة للعلامات التجارية المسجلة. وهذا يعني أن الشركة قد تكون عرضة للاستخدام غير المشروع أو التقليد من قبل الآخرين دون وجود وسيلة قانونية للدفاع عن حقوقها.
الاختلاط مع علامات أخرى: قد تواجه العلامة التجارية غير المسجلة تضاربًا مع علامات أخرى مسجلة رسمياً، مما قد يؤدي إلى تعطيل استخدامها أو حتى توجيه مطالبات قانونية ضدها.
فقدان الاستثمار في العلامة: عدم تسجيل العلامة التجارية يعني فقدان الاستثمار في بناء وتعزيز العلامة وجعلها معروفة للجمهور، وبالتالي فإن أي قيمة مالية تتصل بالعلامة قد تتضاءل أو تفقد تمامًا.
تقليل الثقة لدى العملاء: عدم وجود علامة تجارية مسجلة يمكن أن يؤدي إلى تقليل الثقة لدى العملاء، حيث قد يعتبرون العلامة غير موثوقة أو غير محترمة.
الفقدان المالي والفني: قد يتعرض المالك لخسائر مالية وفنية نتيجة للتزييف أو الاستخدام غير القانوني للعلامة التجارية الغير مسجلة.
ما هي أهمية تسجيل العلامة التجارية بالمملكة العربية السعودية ؟
يعد طلب تسجيل العلامات التجارية في السعودية وفقاً لنظام العلامات التجارية لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية التجارية في السعودية هو الدرع الواقي من سرقة العلامة التجارية أو استغلالها وحماية من عدة أخطار قد تحدث عند عدم تسجيل العلامة التجارية في المملكة.
وقد نصت المادة الرابعة عشرة من النظام والمادة الثانية عشرة من اللائحة التنفيذية لنظام العلامات التجارية لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية على أنه خلال المضي في إجراءات تسجيل العلامة التجارية وحال قبلت الهيئة السعودية للملكية الفكرية طلب التسجيل فإنه يجب عليها أن تعلن عنها قبل تسجيلها.
بحيث يجب على طالب تسجيل العلامة التجارية في السعودية أو وكيله وفقاً لما نصت عليه المادة العاشرة من لائحة النظام خلال ثلاثين يوماً من تاريخ إبلاغه بقرار الموافقة أن يقوم بسداد تكاليف النشر وإلا اعتبرته الهيئة السعودية للملكية الفكرية متنازلاً عن طلب التسجيل،
كما ويعد الهدف من هذا الإعلان في المقام الأول ليس بإعلام الجمهور فقط بالعلامة ولكن بنشر كافة المعلومات المتعلقة عنها كرقم الطلب وتاريخ تقديمه، و اسم طالب التسجيل وعنوانه وجنسيته، وصورة العلامة التجارية، وإسم الوكيل وعنوانه، والمنتجات أو الخدمات المطلوب تسجيل العلامة عنها، والقيود والإشتراطات، وتاريخ الأولوية ورقمها والدولة التي أودع فيها إن وجدت، ليتمكن كل ذي شأن من إبداء أي اعتراض على تسجيل تلك العلامة المقبولة لدى الهيئة السعودية للملكية الفكرية وفقاً للمادة الرابعة عشرة من نظام العلامات التجارية لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، ويكون والإعتراض على تسجيل العلامة التجارية يقدم مكتوب خلال ستين يوماً من تاريخ النشر للهيئة السعودية للملكية الفكرية، ويتم إخطار طالب التسجيل بصورة من الإعتراض المقدم خلال ثلاثين يوماً من تاريخ تقديمه، ويكون طالب التسجيل ملزم بالرد على الإعتراض المقدم برد مكتوب خلال ستين يوماً من تاريخ إبلاغه به وإلا اعتبر متنازلا عن طلب التسجيل.
ما هي الآثار المترتبة على تسجيل العلامة التجارية في المملكة العربية السعودية ؟
يترتب على تسجيل العلامة التجارية في المملكة رجوع أثر التسجيل إلى تاريخ تقديم الطلب ويمنح مالك العلامة بمجرد إتمام تسجيل علامته التجارية شهادة تشتمل على رقم تسجيل العلامة، ورقم وتاريخ الأولوية والدولة التي أودع فيها الطلب -إن وجدت-، وصورة مطابقة للعلامة، واسم مالك العلامة ولقبه ومحل إقامته وجنسيته، وتاريخ تقديم الطلب وتاريخ تسجيل العلامة وتاريخ انتهاء مدة الحماية، وبيان بالسلع أو الخدمات المخصص لها العلامة، ويحق لمالك العلامة التجارية تجديد تسجيل العلامة المسجلة خلال ستة أشهر تالية لإنتهاء التسجيل وفقاً لما نصت عليه الفقرة الثانية من المادة العشرين من نظام العلامات التجارية.
كما وأوضحت المادة العشرين من نظام العلامات التجارية مدة حماية العلامة التجارية والتي تكون عشر سنوات، ويكون مالك العلامة التجارية ملزم وفقاً لما نصت عليه المادة السابعة عشرة من لائحة نظام العلامات التجارية والذي يرغب في إستمرار حمايتها أن يقدم طلب على النموذج المعد للهيئة السعودية للملكية الفكرية بعد أداء الرسوم المقررة خلال السنة الأخيرة من مدة حمايتها لمدة الستة أشهر التالية لانتهاء الحماية.
ومن الجدير بالذكر أن تسجيل العلامة التجارية في المملكة العربية السعودية يمنح مالكها أن يرخص لأي شخص طبيعي أو معنوي باستعمالها عن كل أو بعض السلع أو الخدمات المسجلة عنها العلامة التجارية، ويكون لمالك العلامة الحق في أن يرخص لأشخاص آخرين بإستعمال ذات العلامة، كما يكون له أن يستعملها بنفسه ما لم يتفق على خلاف ذلك، ولا يجوز أن تزيد مدة الترخيص عن المدة المقررة لحماية العلامة، وكل ذلك بموجب المادة التاسعة والعشرون من نظام العلامات التجارية، كما يجب التنويه على أنه لا يجوز للمستفيد من الترخيص وفق المادة الثانية والثلاثون من نظام العلامات التجارية التنازل عنه لغيره أو منح تراخيص من الباطن ما لم يتفق على خلاف ذلك.
وتأسيساً على كل ما سبق فإن لمالك العلامة التجارية في المملكة العربية السعودية بموجب المادة الأربعين من نظام العلامات التجارية لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية عند الانتهاك أو لتوقي انتهاك وشيك على علامته التجارية أن يقدم شكوى انتهاك في الهيئة السعودية للملكية الفكرية لإتخاذ إجراء أو أكثر من الإجراءات التحفظية المناسبة بما في ذلك إجراء وصف تفصيلي عن التعدي المدعى به، والسلع موضوع هذا التعدي، والمواد والأدوات والمعدات التي إستخدمت أو التي سوف تستخدم في أي من ذلك، والحفاظ على الأدلة ذات الصلة بالموضوع، أو توقيع الحجز على الأشياء المشار إليها، والعوائد الناتجة عن التعدي المدعى به، أو منع السلع التي تنطوي على التعدي المدعى به من الدخول إلى القنوات التجارية ومنع تصديرها، ويشمل ذلك السلع المستوردة فور الإفراج الجمركي عنها، أو وقف التعدي أو منع وقوعه، وتفصل إدارة الاحترام بالهيئة في الشكوى بعد أن تعرض على الفحص الفني لفترة زمنية للتأكد من عملية الانتهاك الواقعة أمامها وفي حال ثبتت الواقعة تبين ذلك وتحيل الشكوى إلى النيابة العامة لإتمام الإجراءات وضبط وإحضار منتهك العلامة التجارية والتحقيق معه.
كما يجوز لصاحب الحق و المنتهكة علامته التجارية وفقاً لما نصت عليه المادة الحادية والأربعون من نظام العلامات التجارية إذا لحقه ضرر مباشر ناشئ عن التعدي على أي من حقوقه المقررة بموجب النظام أن يرفع دعوى أمام المحكمة المختصة طالباً الحكم له بتعويض كاف لجبر الأضرار التي لحقت به نتيجة الانتهاك بما في ذلك الأرباح التي جناها المدعى عليه.
في الختام، يجب أن يكون تسجيل العلامة التجارية أمرًا لا غنى عنه للشركات وأصحاب الأعمال في المملكة العربية السعودية. فعدم تسجيل العلامة التجارية يعرض الشركة لمخاطر قانونية وتجارية كبيرة قد تؤدي إلى خسائر مالية وفقدان الثقة لدى العملاء.
إذا كنت ترغب في بناء علامة تجارية قوية وموثوقة، فإن تسجيل العلامة التجارية هو الخطوة الأولى والأهم لتحقيق ذلك.
Kommentare